تعرف على الفنان التشكيلي
بقلم كمال ممدوح حمدي
رأينا جانباً من خبرة هذا الفنان الكبير ممتدا اليه من موندريان، خبرة واعية ومستوعبة لمدارس الفن.. رأينا جانباً أخر منها، من سيزان وماتيس، لم يصرفه [ذلك] عن إمتلاء روحه برموز واقعه وتفاصيل الحياة التي ينتمي اليها. إنه مجرد مد للخبرة الفنية الى عمق أبعد، لأن ماتيس قد حمل هذا المنحى عن سيزان، ونقله الى اليحيا ضمن من ((خبروا)) تجربة الفن.. (1)
ولتبين لنا أن لوحة عبدالجبار قد ضبطت على ((ميزان)) موندريان، [..] وهنا يستخدم اليحيا من ذلك المعجم كل مفردات الأشكال في الخطوط المستقيمة، وبعضا محورا من مفردات الألوان.. ويضيف إلى ذلك كله ((الموضوع))! (2)
هذا المزج والجمع بين الأساليب الفنية. الذي يجمع الواقعية والرمزية والتعبيرية والإنطباعية... داخل إطار واحد (3) هذا بعض مما أعنيه ((بإتساع خبرة)) فناننا عبدالجبار.. هذا الإمتلاك الرائع لأساليب ومدارس الفن، وتوظيفها على طريقته الخاصة وشخصيته الفريدة.. (2) كأنما هو ((خطاب فني)) مترجم بكل لغات الانسان! (4)
عبدالجباراليحيا، إجتمعت فيه ((حساسية)) فنية غير عادية، و((خبرة)) دراسية كبيرة وواعية.. (2) هل يحضى اليحيا بتقدير عربي كتقدير العالم له ؟! [..] لأن اليحيا يقدم من خلال أعماله المعنى الحقيقي لتلك الكلمة ((فنان)) (5) ولكنه فنان له رسالة إنسانية [..] يقوله بلغة الشعر، في أسمى منازلها، حين تتوارى في الشعر كلمات اللغة (6)
لوحة اليحيا نوع أخر من الإنطباعية (7) فيها شيئ ((خارج من التكعيبية عنها))، طالع منها ومبتعد عنها مفارق لها، وإن لم ((يقطع)) صلة سلبية أو إيجابية معها! [..] فيها من ذلك ((روح)) الإنطباعية، في الإحساس بالمشهد الواحد، والتكريس له، وإنما بإسلوب أخر مخالف لأساليبهم (2) نشعر بصدق أقول، بتلك المشاعر التي لا وجود لها على سطح لوحة - كالوردة التي هي بقع لونية - ولكنها مع ذلك تملأ الصدر .. مشاعر قد كانت منذ أربعين أو خمسين سنة، فأي ذاكرة وجدانية قد حفظتها بحرارتها حتى صورها الفنان..؟ عبدالجبار اليحيا يملك ذاكرة بصرية معجزة (7)
اللوحة للفنان عبدالجبار اليحيا لو قلت أنها إحدى اللوحات الضائعة لفنان مثل فيرمر لصدّق الناس (8)
[وكما] كانت قناعة كوربيه "لقد كان هدفي دائما أن أكون قادراً على ترجمة العادات والأفكار والمظاهر في عصري كما أراها، وبكلمة واحدة: أن أبدع فناً حياً" [..] لوحة عبدالجبار فيها من هذا كله ((الموضوع)) فحسب (2)
بقلم عبدالجبار اليحيا
الأرض أمنا، منها خلقنا، إليها نعود، والتراب وطن، والبني لون الصحراء والبادية، وطيننا الإنساني لون الأيام الجميلة بعتقها وهي تتزأبق على الذاكرة، ولا تستطيع القبض عليها إلا بلوحة أو صورة تعلقها أمام ناظريك (8)
انا لا اغلف ! حينما لا اكون مقتنعا تجاه اي حدث . فلن يجد صداه في نفسي، لن يهزني ولن يثير القلق او الاضطراب او عدم الاستقرار, وتتدخل عوامل كثيرة يفرزها ’المجتمع‘ مما تدعو الفنان الى ’الرمز‘. او اتباع مدارس اخرى كالسريالية او التجريد ... الخ .. المشكلة هي حجم المعاناة حجم الحدث . حجم تأثير الحدث على الفنان. ومدى استيعابه وادراكه للحدث وابعاده . ثم مقدرة الفنان في تطويع الفكرة وتنفيذها باسلوب ليس عليه قناع او تغليف .. ان تكون واضحا ومباشرا وصادقا . مع نفسك ومع المجتمع ... هل القيت الضوء . ولو بصيصا (1)
كل رسام يجب أن ينفتح على العديد من الموضوعات المتعلقة بعلم وظائف الأعضاء وعلم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد. ... ممارسة الرسم المستمرة مع وجود قضية يريد ايصالها الى المجتمع أمر ضروري. بالطبع ، لكي أكون مبدعاً، يجب أن أتوقف عن الرسم لبضعة أشهر. هذا النوع من "السبات"، هو في الحقيقة تجديد ذهني يفتح على العديد من الانطباعات، أقرأ المشاكل وأفكر فيها. يجب أن يكون الرسام صادقاً في تعبيره ويجب أن يعكس ما يشعر به فيما يتعلق بالحياة والجمال. و أن لا يعبّر أبداً عن أي شيء إذا كان لا يتوافق مع الحدس الحقيقي للذات والواقع. مهمة الرسام هي نشر رسالة. الفنان الحقيقي يرى ما هو أبعد من وقته. لا أعتقد أن الفن يجب أن يبقى بمعزل عن المجتمع. أنا لا أؤمن بالفن لمجرد الفن. يجب على الفنان أن ينشر أفكاره بين الجمهور (9)