top of page

تعرف على الفنان التشكيلي

بقلم كمال ممدوح حمدي

Top
بناء.jpg

رأينا جانباً من خبرة هذا الفنان الكبير ممتدا اليه من موندريان، خبرة واعية ومستوعبة لمدارس الفن.. رأينا جانباً أخر منها، من سيزان وماتيس، لم يصرفه [ذلك] عن إمتلاء روحه برموز واقعه وتفاصيل الحياة التي ينتمي اليها. إنه مجرد مد للخبرة الفنية الى عمق أبعد، لأن ماتيس قد حمل هذا المنحى عن سيزان، ونقله الى اليحيا ضمن من ((خبروا)) تجربة الفن.. (1)

Adobe Scan 18 Jul 2022_1abc.jpg
IMG-20200228-WA0119.jpg

ولتبين لنا أن لوحة عبدالجبار قد ضبطت على ((ميزان)) موندريان، [..] وهنا يستخدم اليحيا من ذلك المعجم كل مفردات الأشكال في الخطوط المستقيمة، وبعضا محورا من مفردات الألوان.. ويضيف إلى ذلك كله ((الموضوع))! (2)

IMG-20200228-WA0009.jpg

هذا المزج والجمع بين الأساليب الفنية. الذي يجمع الواقعية والرمزية والتعبيرية والإنطباعية... داخل إطار واحد (3) هذا بعض مما أعنيه ((بإتساع خبرة)) فناننا عبدالجبار.. هذا الإمتلاك الرائع لأساليب ومدارس الفن، وتوظيفها على طريقته الخاصة وشخصيته الفريدة.. (2) كأنما هو ((خطاب فني)) مترجم بكل لغات الانسان! (4)

 عبدالجباراليحيا، إجتمعت فيه ((حساسية)) فنية غير عادية، و((خبرة)) دراسية كبيرة وواعية.. (2) هل يحضى اليحيا بتقدير عربي كتقدير العالم له ؟! [..] لأن اليحيا يقدم من خلال أعماله المعنى الحقيقي لتلك الكلمة ((فنان)) (5) ولكنه فنان له رسالة إنسانية [..] يقوله بلغة الشعر، في أسمى منازلها، حين تتوارى في الشعر كلمات اللغة (6)

لوحة اليحيا نوع أخر من الإنطباعية (7) فيها شيئ ((خارج من التكعيبية عنها))، طالع منها ومبتعد عنها مفارق لها، وإن لم ((يقطع)) صلة سلبية أو إيجابية معها! [..] فيها من ذلك ((روح)) الإنطباعية، في الإحساس بالمشهد الواحد، والتكريس له، وإنما بإسلوب أخر مخالف لأساليبهم (2) نشعر بصدق أقول، بتلك المشاعر التي لا وجود لها على سطح لوحة - كالوردة التي هي بقع لونية - ولكنها مع ذلك تملأ الصدر .. مشاعر قد كانت منذ أربعين أو خمسين سنة، فأي ذاكرة وجدانية قد حفظتها بحرارتها حتى صورها الفنان..؟ عبدالجبار اليحيا يملك ذاكرة بصرية معجزة (7)

اللوحة للفنان عبدالجبار اليحيا لو قلت أنها إحدى اللوحات الضائعة لفنان مثل فيرمر لصدّق الناس (8)

[وكما] كانت قناعة كوربيه "لقد كان هدفي دائما أن أكون قادراً على ترجمة العادات والأفكار والمظاهر في عصري كما أراها، وبكلمة واحدة: أن أبدع فناً حياً" [..] لوحة عبدالجبار فيها من هذا كله ((الموضوع)) فحسب (2)

Adobe Scan 19 Jul 2022 (2)_1bc.png
من خلف الجدران.png
Adobe Scan 19 Jul 2022 (5)_1a.png

بقلم عبدالجبار اليحيا

IMG-20200228-WA0011.jpg

الأرض أمنا، منها خلقنا، إليها نعود، والتراب وطن، والبني لون الصحراء والبادية، وطيننا الإنساني لون الأيام الجميلة بعتقها وهي تتزأبق على الذاكرة، ولا تستطيع القبض عليها إلا بلوحة أو صورة تعلقها أمام ناظريك (8)

انا لا اغلف ! حينما لا اكون مقتنعا تجاه اي حدث . فلن يجد صداه في نفسي، لن يهزني ولن يثير القلق او الاضطراب او عدم الاستقرار, وتتدخل عوامل كثيرة يفرزها ’المجتمع‘ مما تدعو الفنان الى ’الرمز‘. او اتباع مدارس اخرى كالسريالية او التجريد ... الخ .. المشكلة هي حجم المعاناة حجم الحدث . حجم تأثير الحدث على الفنان. ومدى استيعابه وادراكه للحدث وابعاده . ثم مقدرة الفنان في تطويع الفكرة وتنفيذها باسلوب ليس عليه قناع او تغليف .. ان تكون واضحا ومباشرا وصادقا . مع نفسك ومع المجتمع ... هل القيت الضوء . ولو بصيصا  (1)

كل رسام يجب أن ينفتح على العديد من الموضوعات المتعلقة بعلم وظائف الأعضاء وعلم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد. ... ممارسة الرسم المستمرة مع وجود قضية يريد ايصالها الى المجتمع أمر ضروري. بالطبع ، لكي أكون مبدعاً، يجب أن أتوقف عن الرسم لبضعة أشهر. هذا النوع من "السبات"، هو في الحقيقة تجديد ذهني يفتح على العديد من الانطباعات، أقرأ المشاكل وأفكر فيها. يجب أن يكون الرسام صادقاً في تعبيره ويجب أن يعكس ما يشعر به فيما يتعلق بالحياة والجمال. و أن لا يعبّر أبداً عن أي شيء إذا كان لا يتوافق مع الحدس الحقيقي للذات والواقع. مهمة الرسام هي نشر رسالة. الفنان الحقيقي يرى ما هو أبعد من وقته. لا أعتقد أن الفن يجب أن يبقى بمعزل عن المجتمع. أنا لا أؤمن بالفن لمجرد الفن. يجب على الفنان أن ينشر أفكاره بين الجمهور (9)

امتدادي واقعي حديث لكنها واقعية مستقبلية تتعامل مع الواقع كما يتصوره الفنان ليس الواقع التسجيلي وإنما الواقع الذي ننشده (6)

 عندما أرسم، معنى ذلك أن التشبع تجاه قضية ما قد طفح كيله. ولابد من فرزه على اللوحة.. هذا كل ما في الأمر (1) إنها الحاله التي لا أستطيع التخلص منها أو تقليصها (2)

فوجدت ان الرسم من شأنه أن يجعل الواقع جميلا ومن شأنه أيضاً أن يكشف عن عوالم أخرى جديدة فتطلعت نحو الأفق وتحركت (2)

وبالنسبة لي فقد وظفت جمالية وحركية الخطوط، وكل ما الى ذلك في خدمة المضمون.. لأن المضمون عندي هو المعادلة الجمالية، [..]   وأنا عموما أركز على إعادة صياغة التحولات المهمة.. التحولات المرتبطة بالقضايا الإنسانية الجوهرية، وهذا لا يعني الهروب، أوالبعد عن قضايانا الخاصة، وإنما محاولة للنظر إليها من زاوية أخرى، وإكساب العمل الفني بعدا إنسانياً عاماً بعيداً عن الخصوصية التي قد تجعل حركته الدلالية محصورة في نطاق ضيق (3)

قرأت كل ما يقع تحت يدي من كتب فنية وأدبية، وما يتعلق بالنقد الفني و الأدبي، فأدركت فكرة أن (( الفن للحياة )) وأن الفن لرقي الإنسان وصراعه نحو الأفضل، لم يجر بخلدي مطلقاً بأن الفن تسلية أو هواية مجردة من الغرض والنفع العام، كنت أعتقد جازماً بأن لي رسالة يجب أن أحققها، سواءً بإدخال المتعة والسرور بتذوق الجمال أو بتحقيق فكرة تفتح كوة أمل للإنسان، ورسمت، رسمت كثيراً (4)

لكل حركة فنية قضية هذا صحيح، [..] قضية الفنان الإنسان هي الإرتقاء بفكر هادف نحو الخير والمحبة والجمال لسائر فئات المجتمع بذوقه وأخلاقة (5)

كلما أرتبط الفنان بواقعه وواقع مجتمعه كلما اشتدت أواصرالتواصل.. والفنان الحقيقي هو الذي بإمكانه ان يرى مكامن الجمال والخير والسبل القويمة التي توصل مجتمعه الى مكانه اللائق (1)

تعرف.jpg

لا يبدو من لوحاتي انني انتمي لمدرسة تشكيلية معينة لكنني لاانكر انني – مثلا – احاول ان استلهم الروح التي جعلت فانجوخ ينزل الى عمال المناجم ويرسمهم. هكذا أتعامل مع التراث :فرؤيتي للتراث قائمه على فهمه وإدراكه وعصره والقفز به الى خطوة مستقبلية. من هنا يجب أن نركز على الإنسان لأنه الوعاء الذي ينقل هذا التراث (6)

هذا ما يحدث فعلا .. ودعني أقرب الصورة أكثر [..] مثلا الشاعر حين يشرع في كتابة قصيدة .. لا يقول سأكتب هذه القصيدة على بحر البسيط أو الرمل .. ولايكتب التفعيلة أمامه ثم يأتي بالكلمات. وهكذا فإن الرسام لا يحدد مسبقا ان تكون لوحته سوريالية أو تكعيبية مثلا وحتى عندما ظهرت المدارس الفنية .. لم تظهر تحت أسماء .. وكل مافي الأمر أن الرسامين يرسمون والنقاد هم الذين يضعون لها المسميات .. ولا أعتقد أن الفنان يحدد الأسلوب الذي سيتناوله في موضوعه مسبقاً .. إنما الموضوع نفسه هو الذي يطرح الأسلوب ويفرضه .. صحيح يجب ان توجد فكرة وتكون ناضجة إلى حد ما لكن أثناء التنفيذ تتطور الفكرة ويتطور الأسلوب وكذلك الألوان (7)

الإنطباعية والتأثيرية تتداخلان بألوانهما الزاخرة ضمن خطوط سريالية حالمة .. مرة أخرى هل الفن للفن؟ أم الفن هو ما تجيش به نفسك؟ ديدنها الصدق وإكتشاف الحياة؟ والحياة ما هي إلا جسر ونعبره. إذاً ليكن جسرا يمتد إلى الضفة الأخرى، خضراء يانعة (4)

Anchor 1
Anchor 2
bottom of page